بينالتي

بعد بدء مونديال كأس العالم، بدا وكأننا نعيش في عالم مواز لعالمنا الحقيقي، حيث نسينا شرارات الحرية وأمل الثورات العربية في التغيير، نسينا ارتفاعات الأسعار ومشاكل الاقتصاد وأزماتنا، رمينا علاء عبد الفتاح ومعتقلينا في غياهب النسيان... من فعل ذلك بنا؟

كثيرة هي مواقف اللاعب المصري محمد أبو تريكة، بدءاً من مناصرته القضية الفلسطينية إلى دفاعه عن النبي الكريم، فمواقفه من الغرب خلال مونديال كأس العالم في قطر... لكن يبقى أجمل ما في "عم الناس" كما يلقبه المصريون أنه يكاد يخجل من خياله.

GettyImages-1245387364.jpg

كل شيء كان حاضراً في مونديال قطر الى غاية انتهاء مباريات الدور الأول من كل الجوانب الفنية والجماهيرية والتنظيمية، وحتى الإعلامية رغم حملات التضليل التي تعرض لها قبل البطولة وأثناءها، في الدوحة وخارجها من أصحاب النفوس المريضة الذين لا يعجبهم العجب

بيليه في قميص نادي النجمة اللبناني (فيسبوك)

لا أذكر متى بدأت أشجع منتخب البرازيل. أظن أن ذلك كان في مونديال عام 1986. في العائلة الصغيرة كنا دائماً مشجعين للبرازيل، أما العائلة الكبيرة فظلّت منقسمة بين مشجعين برازيليين ومشجعين ألمان من الذين ضلّوا الطريق.

ضربت إنكلترا موعداً نارياً مع منتخب فرنسا، حامل اللقب، بربع نهائي كأس العالم فيفا قطر 2022، صراع تاريخي بين إنكلترا وفرنسا منذ قرون وعصور على المستوى السياسي والاقتصادي والاستعماري، تجلي في الحرب "الإنجلو – فرنسية" (1778-1783)

بعد حفل افتتاح كأس العالم، احتدم جدل بين أوساط المثقفين حول حفل الافتتاح وظهور الشاب غانم المفتاح ورمزيته وأبعاد ظهوره الأخلاقية..

GettyImages-1446187430.jpg

خروج ألمانيا من الدور الأول لكأس العالم 2022، شكل مفاجأة فنية كبيرة، صنع الحدث في قطر وفي كل وسائل الإعلام ووسائط التواصل العالمية، ليس من الناحية الفنية فقط باعتبار المانشافت واحدا من بين أفضل منتخبات العالم، لكن أيضاً من الجانب الأخلاقي

عندما اصطدمت الكرة بالعارضة في الدقائق الأخيرة في ملعب البليدة قرب العاصمة الجزائرية، بسبب ركلة خاطئة من هلال سوداني ضد مرماه، حمدت الله، وأثنيت على القدر. كان لي سبب آخر في التنهيدة الكبيرة للسلامة الوطنية، فالحارس ضلع في العائلة وشقيق زوجتي.

أظهر السجال الدائر حول مونديال كأس العالم 2022 التنوّع الكبير للمسلمين والعرب، فيما بدا المركز الأوروبي بإعلامه متجانساً مكرّراً يعيد نفس الدعاية والخطاب، عن كونه "كلّاً" تشكله ذوات فردية وعلمانية، وأما "الآخرون" فذوات ثقافية ودينية تعيش في التاريخ!

لم يكد ينتهي الجمهور العربي من فرحه بالمنجز السعودي التاريخي حين فاز على منتخب الأرجنتين ضمن مونديال كأس العالم 2022، حتى جاء نصر المنتخب التونسي على نظيره الفرنسي، ليجدّد الفرح ويحطّم هزائمنا ويعلي من أملنا في التمرّد على الحلم.