6 أشهر على الانتخابات الرئاسية الأميركية: توازن في ضعف المرشحَين

6 أشهر على الانتخابات الرئاسية الأميركية: توازن في ضعف المرشحَين

06 مايو 2024
بايدن وترامب بالمناظرة الأخيرة في الانتخابات الرئاسية الأميركية، 22 أكتوبر 2020 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- استطلاع آي بي سي نيوز يظهر تقدم ترامب بنقطة واحدة على بايدن في السباق الرئاسي، مع تأييد 41.6% مقابل 40.6%، ويعتبر مؤشرًا مبكرًا قابلًا للتغيير بناءً على مستجدات الحملة وقرارات الناخبين المستقلين.
- حملة بايدن تواجه تحديات تتضمن التقدم في السن، أداء غير مرحب به، مشكلة التضخم، وموقفه من الحرب على غزة، مما يعقد مسار حملته الانتخابية.
- ترامب يواجه تحديات تشمل تأثير محاكمته في قضية الرشوة ونقص التمويل، مما دفعه لبيع نسخ من الإنجيل مع الدستور، وهو ما أثار جدلاً، مشيرًا إلى صعوبات قد تؤثر على فرص كلا المرشحين.

كشف استطلاع حول الانتخابات الرئاسية الأميركية يتقدم فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على خليفته جو بايدن بنقطة واحدة: 41.6% مقابل 40.6%، نشرته شبكة آي بي سي نيوز الأميركية، الأحد، التوازن في ضعف المرشحَين. الجديد فيه أن الأول هبط إلى حدود الثاني. طبعاً من المبكر قبل ستة أشهر اعتباره مؤشراً يصلح للترجيح على أساسه، فهو في أحسن الأحوال جسّ نبض عند هذه المحطة الانتخابية.

وعادة، تبقى أرقام هذه اللحظة مفتوحة على التبدّل وفقاً للمستجدات، ولحين أن يحسم الناخبون، خصوصاً المستقلين، خياراتهم على أساس المفاضلة بين المرشحين، في الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية. لكن في هذه الانتخابات المقاييس مختلفة. بالنسبة لأكثرية الناخبين المحسوبين على الوسط، والذين يلعبون دور بيضة القبان، لا يوجد هذه المرة مرشح أفضل، بل أنسب، بمعنى المرشح الأقل عبئاً على البلاد والعباد. في الأساس، كان وما زال ما بين 55% و70% من هؤلاء غير متحمسين لأي من الاثنين، ولم يقوَ أي منهما على كسر هذا الحاجز.

 تواجه حملة الرئيس بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية عدة إشكالات وعوائق. مسألة التقدم في السنّ كأول مرشح رئاسي ثمانيني ما زالت تلاحقه كالظل، على الرغم من أنه لم يرتكب هفوات أو أخطاء من العيار الذي يبرر التحفظ على عمره. تضافر ذلك مع فقر أدائه عموماً الذي كان وما زال أحد عوائقه الرئيسية، على الرغم من إنجازاته الداخلية الملحوظة التي تعذر عليه توظيفها لتعزيز رصيده الانتخابي. وفي الشهرين الأخيرين، لاح شبح التضخم من جديد، والذي تسبب بتزايد الشكوى من رئاسته. ثم جاء احتضانه الفاقع لإسرائيل في الحرب على غزة ليزيد من نفور قسم مهم من قاعدة حزبه الديمقراطي، ويهدد بخسارته عدداً من الولايات التي قد تقرر مصير الانتخابات، مثل ولاية ميشيغن.

وآخر تحذير في هذا الخصوص جاءه قبل يومين من السيناتور بيرني ساندرز، الذي أعرب عن خشيته من أن تتحول حرب غزة "إلى فيتنام بايدن". ولهذا التحذير ما يبرره، إذ إن 55% من الأميركيين، بحسب مؤسسة غالوب، ضد حرب غزة. وفي استطلاع آخر، جاء أن 33% من المستطلعين يرون أن أميركا تدعم إسرائيل "أكثر من اللازم". ثم جاء انفجار الاحتجاجات على الحرب ودعمها في الجامعات الأميركية، ليزيد تسليط الأضواء على دور التسليح الأميركي في الانفلات الإسرائيلي، وعلى "وصول المجاعة الكاملة" إلى شمال غزة، كما أفادت، الأحد، رئيسة برنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين. هذه الأرقام والوقائع المرفقة بالصور والتوثيقات الدولية، تساهم في تعثر حملته الانتخابية. ومع ذلك، يصرّ الرئيس على عدم التراجع عن سياسة الدعم الكامل لإسرائيل، مشدداً على أن الاحتجاجات لن تحمله على إعادة النظر فيها، كما قال يوم الجمعة الماضي.

في المقابل، بدأت تتبلور وتتراكم مصاعب المرشح ترامب، وتنعكس في الاستطلاعات. انطلاق محاكمته منذ أسبوعين في قضية الرشوة التي دفعها لإحدى خليلاته من مالية الحملة الانتخابية، بدأت تؤثر سلباً على أجواء حملته. 63% فقط من الجمهوريين على استعداد للتصويت له، حتى لو صدر بحقه حكم جنائي. الباقون يتأرجحون بين مترددين ورافضين. والمرجح صدور حكم من هذا النوع في هذه الدعوى.

وكانت بوادر مثل هذا الانسلاخ عنه قد ظهرت في بدايات انتخابات التصفية الحزبية في فبراير/ شباط، ومارس/ آذار الماضيين، وفي ولايات محسوبة على خندق الجمهوريين، مثل أيوا، وساوث كارولينا، وإلى حدّ ما نيوهمبشاير. في هذه الولايات، لم يتجاوز تأييد الجمهوريين له 46 إلى 51%. حوالي الثلثين أعربوا عن تشكيكهم بفوز ترامب "لأنه متطرف"، ونال فقط أقل من ثلث المستقلين في هذه الولايات.

هذه المؤشرات المبكرة بدأت تلقى ترجمتها في أرقام الاستطلاعات العامة التي تعزز الاعتقاد بأن قوته الأساسية تقتصر على الصوت الأبيض غير الجامعي. كما انعكس ذلك في ضمور الدعم المالي لحملته، إذ حتى الآن في صندوقها 86 مليون دولار، مقابل 155 مليون دولار في مالية حملة بايدن، ومن المتوقع في الأشهر القليلة المقبلة أن تتخطى المليار. وفي الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020، بلغت كلفة معركته 1.96 مليار دولار، أي 27 مليون دولار أكثر من معركة بايدن.

ومن المؤشرات إلى الشحّ المالي، لجوء ترامب إلى بيع نسخة من الانجيل، مضافاً إليها نص الدستور ووثيقة الحقوق الأساسية بمبلغ 60 دولاراً، وهو ما أثار نقمة بعض رجال الدين الذين وصفوا العملية بالهرطقة والتجديف، فكان أن غاب الموضوع عن التداول، لأن ترامب لا يقوى على استفزاز المحافظين المتدينين الذين يشكلون النواة الصلبة لقاعدته الانتخابية. اضطراره إلى القيام بخطوة من هذا النوع، يدل على مدى الخلل في حملته الانتخابية، والذي لا يقل خطراً عن أعطاب حملة بايدن. كلاهما تهدده متاعب وعقبات قد تكون المنقذ للآخر، خاصة إذا تفاقمت. وضع بايدن مرهون بوضع ترامب وصعوباته، والعكس صحيح، على الأقل حتى الآن.